مقدار معين من الخوف صحي ومفهوم. ويبقينا بعيدين نحن واطفالنا عن الأذى. ونحن نعلِّم اطفالنا الخوف من الركض في شارع مزدحم أو أن يقبلوا الحلوى من الغرباء أو ابتلاع مواد غير معروفة من خزانة الأدوية .... الخ ونحن في الأساس نعلمهم الحذر– وهذا شيء مختلف عن التعامل مع الصغار الذين يستجيبون للتخيلات اكثر من الامور الحقيقية. واليك بعض مخاوف الطفولة وطرق معالجتها.ا الخوف من الظلام بشكل عام يحدث الخوف من الظلام عندما يصر الوالدين على بقاء الطفل في غرفة مظلمة عند وقت النوم أو عندما يستيقظ الطفل في منتصف الليل. ويصاب بعض الأطفال بالرعب من الظلام وتزيد ضربات قلوبهم فعلياً. وعلى الوالدين أن يدركوا بأن الغرفة تبدو مختلفة بالكامل للطفل عندما تطفأ الأنوار وعليهم اتخاذ خطوات لطمأنة الصغار حتى لو كان الخوف غير منطقي لدى الوالدين.ا استعمل ضوءاً في الليل ولكن عند وضعه تأكد أنه لا ينتج عنه جميع أنواع الظلال المخيفة بعد أن يتم إطفاء الضوء, ابق في الغرفة لعدة دقائق, وتحدث كيف أن الأشياء تبدو مختلفة. أن الستارة التي تهب عندما يحركها الريح تبدو مختلفة في الليل عما هي عليه في النهار اترك باب غرفة الاطفال مفتوحاً قليلاً وأخبرهم بأنك لن تكون بعيدا عنهم إذا استيقظ الطفل في منتصف الليل فيجب ألاَّ تدعوه إلى غرفة نومك إذ سيشكل ذلك عادة يصعب التغلب عليها. وبدل ذلك قم بمواساتهم وأخبرهم بأنك فخور بهم لأنهم أصبحوا كباراً وينامون في سرير لوحدهم.ا ابق ثابتاً على مقاربتك تجاه سلوكهم الخوف من طبيب الأسنان من الواضح للكبار أن هذا النوع من الخوف كثيراً ما يكون خوفاً لم يتم حله منذ الطفولة حيث أن الكثير من الكبار يخافون من الذهاب لطبيب الأسنان. وفي العادة فإن هذا يثير الأطفال لأن هذا موقف لا يمكن التغلب عليه. وفي حقيقة الحياة, فان الأطفال يحتاجون للذهاب إلى طبيب الأسنان على فترات منتظمة ولذلك فان خوفهم يجب التعامل معه والتغلب عليه.ا اختر طبيب الأسنان بعناية. اختر طبيباً متمرساً وخاصة في طب الاسنان ابدأ مبكراً حتى يتعود الطفل على زيارة مكتب طبيب الاسنان للمراجعات العادية عندما تكون هناك للفحص علِّم الطفل صحة الاسنان الجيدة حتى تكون الزيارات لطبيب الاسنان قليلة حاول الا تنقل مخاوفك الشخصية من طبيب الاسنان الى طفلك مَثِّلْ الزيارة لطبيب الاسنان مع اطفالك لتساعدهم على أن يألفوا سلفاً ما سيحدث لهم, على سبيل المثال كرسي طبيب الاسنان, فتح أفواههم واسعاً, أدوات طب الاسنان التي سوف تستعمل كالمرآة الصغيرة...الخ . ربما أرق شيء يمكن ان يفعله الوالدين عندما يتعاملوا مع خوف الاطفال هو الاعتراف لهم بخوفهم في الطفولة وخاصة اذا كان للوالدين نفس المخاوف عندما كانوا اطفالاً. ويمكن أن يوضح الوالدان بأنهم يتفهموا فقط كيف يمكن ان تكون هذه المخاوف المدمرة وانهم يقفون الى جانبهم لطمأنتهم ومواساتهم عندما يحتاج الطفل الى ذلك.ا استراتيجات كسر حاجز الخوف بغض النظر عن عمرالطفل فإن الاستراتيجيات الاساسية لمساعدة الطفل للسيطرة على المخاوف والرهبة متشابهة:ا حدد دقة الخوف: من المهم ان تعلم الطفل تقييم الحقيقة. وهذا مهم بشكل خاص للاطفال من عمر ثلاث أو اربع سنوات الذين لا يعرفون ما هو الخطر وما هو ليس خطر. أوصل الرسالة إلى طفلك باختصار وثقة وسلطة. يمكن أن يأتي النقاش والأسئلة فيما بعد. بعض الكلاب حقير ومخيف ولكن هذا لن يؤذيك." احياناً بعض الاشياء السيئة تختبئ في الظلام ولكنه غير مسموح لها في منزلنا".ا انزع الخوف من طفلك: عندما يكون الامر معقولاً وعملياً أبعدي أو تجنبي الاشياء التي تجعل طفلك يشعر بالخوف. واذا كان طفلك خائفاً من صوت مكنسة الكهرباء, حاولي القيام بالتنظيف وهو في غرفة أخرى. ولكن اذا كان طفلك خائفاً من الاستحمام, قومي بإعطائه حماماً بثبات وسرعة بينما تقومين بطمأنته بصوت هادئ ومحب.ا توقعي مخاوف طفلك: يجب الاَّ تخبري طفلك أنك ذاهبة لزيارة جدته ثم تذهبين الى زيارة طبيب الاسنان. ولكن بعد أربعة أيام من التحضير الى طبيب الأسنان سوف يزداد قلق طفلك سوءاً. قومي بعمل تمارين مع الألعاب والدمى إذ يمكن أن يساعد ذلك على أن يتم ذلك قبل ساعات أو يوم واحد من الزيارة.ا اجلب انتباه طفلك: هذا شيء أساسي ولكنه أحياناً ينسى. اجعلي طفلك يركز عليك بدل من التركيز على مصدر الخوف ومن الافضل ان تجعليه يشعر بتحسن. وحسب الظروف فيمكن أن تقولي ببساطة:"جمال استمع الي جيداً. عندي شيء مهم اخبرك به." او اذا كان صغيراً جداً أو خائفاً جداً فيمكن أن نختار استعمال استراتيجية مادية اكثر مثل المعانقة والهز بينما نخبره " كل شيء سوف يكون على ما يرام ."ا تحويل الانتباه: صرف الانتباه أسلوب مفيد للاطفال وخاصة الصغار منهم الذين يكون لديهم مدى انتباه قصير حيث أنهم سينسون سبب خوفهم." انظر الى هذا الضوء أو القلم أو الزر( لا تنظر الى أي شيء آخر. دعنا نرى ما يمكن أن نفعل حياله.ا كن مطمئناً: يشعر الاطفال كثيرا بقلق والديهم . والاهتمام الذي تشعر به الوالدة تجاه طفلها يمكن أن يساء فهمه ببساطة بمعنى ان الوالدة نفسها خائفة. ان تعابير وجهك وكلماتك يجب أن تعطي المعنى بأن كل شيء تحت السيطرة وان كل شيء سوف يكون على ما يرام.ا Article and image courtesy of Motivated magazine. Used with permission.
0 Comments
![]() بقلم ماري رويز في شهر كانون الأول اطلب من طفليًّ، توبي وكاتي، وهما الآن في السابعة والتاسعة، أن يفحصا ما لديهما من العاب وملابس وأن يضعا جانباً تلك التي هجروها بعد أن كبروا او لم يعودوا يستعملونها. ثم أقوم بفحص ما اختاروه، حيث أقوم بإستبعاد ما كان منها بالياً، وبعد أن أمارس ما أتمتع به من حق الفيتو في حالاتٍ قليلة، فإننا نقوم بوضع أفضل ما تبقّى في صناديق لكي نعطيها لآخرين يملكون أقل مما لدينا. وبالإضافة الى أن ذلك يغرس في الأطفال روح العطاء، فقد وجدت أيضاً أنه طريقة فعّالة للتقليل من الكراكيب في البيت والتخلص من الأشياء المبعثرة، والإنتفاع بالأشياء قليلة الإستعمال والتي لا يحتاجونها بعد الآن.ا في عيد الميلاد الأخير بدا طفلاي كلاهما أكثر مادية بشأن العيد- كان اهتمامهما يتركز أكثر على الهدايا التي كانا يأملان في تلقيها، وأقل ميلاً للعطاء. وتساءلت عن السبب، وكذلك عما إذا كانا يدركان هذا التغير في موقفهما.ا وقررت أن أسلك نهجاً غير مباشر. سألت : "ما هو في رأيكما- المعنى الحقيقي لعيد الميلاد؟". طبعاً كانا يعرفان أن عيد الميلاد هو الإحتفال بميلاد المسيح، إلا أن معرفتهما توقفت عند هذا الحد.ا وذكرّتهما أن "الروح الحقيقية لعيد الميلاد هي أن نعطي من أفضل ما لدينا للآخرين".ا وفكّر الأولاد ملياً في هذا لبعض الوقت ثم خرجا بخطة تقضي بأن يوزعوا بعضاً من العابهم المفضلة، وليس فقط تلك التي سئموا منها. واختار توبي أن يعطي بعض سيارات علبة الكبريت المفضلة لديه، وقررت كاتي أن تعطي واحدة من الدمى. ثم حزمنا هذه مع بقية الأشياء التي وضعناها جانباً، وأخذت الأولاد معي عندما ذهبت لتسليم تبرعاتنا لعيد الميلاد.ا إن غرس القيم في اطفالي هو واحدٌ من أعظم مسؤولياتي كوالدة، وتعليمهم أن يفكروا بالآخرين قبل أنفسهم هو جزء كبير من ذلك. العطاء بطريقة تتسم بالتضحية ينبغي ألا يكون حدثاً يحدث مرة واحدة في العام، طبعاً عيد الميلاد هو فرصة مثالية لذلك.ا Courtesy of Motivated magazine. Used with permission. Photo by Arvind Balaraman / freedigitalphotos.net
![]() بقلم خوزيه كلارك بينما كنت أندفع مسرعاً في شوارع موريليا، المكسيك، كانت إشارات المرور تغص بالمتسولين. كان ذلك عشية عيد الميلاد، وقد خرجت مع ابنتي ذات السنوات العشر لكي نتسوق في اللحظة الأخيرة.ا "انظري اليها!" قالت كاتي وهي تلفت انتباهي الى امرأةٍ عجوز والتي كانت قد توقفت عن التسول لحظة وراحت تفرك قدميها الباردتين العاريتين.ا "لا بدّ وانها جدةُ شخصٍ ما" فكرتُ بصوتٍ عالٍ، "ولكن بدلاً من أن تكون في البيت مع أُسرتها، فإنها في الخارج بقدميها العاريتين، تحاول أن تجمع قليلاً من المالِ من أجل عشاء عيدِ الميلاد". ثم خطرت في بالي فكرة. وقلت: "كاتي، هيّا نذهب الى البيت ونأتي لها ببعض الطعام"؟ا كان الظلام على وشك الهبوط، وبالتالي فهي على الأرجح لن تواصل العمل عند اشارة المرور تلك لوقتٍ أطول. وأسرعنا نحو البيت، ووجدنا زوجاً من الأكياس المتينة، وبدأنا نبحث في غرفةِ المؤونة والثلاجة المكدستين بالمواد الغذائية. ارز، فاصولياء، الفلفل المجفف، مرطبان صلصة، كعك تورتيلا المصنوع من دقيق الذرة، دجاج مطبوخ. كان من السهل ان نملأ الحقيبتين من المخزون الوافر لدينا. رغيف من الخبز، مربى، جبنة. وربطت الحقيبتين بشريطتين كبيرتين، ثم انطلقنا لنجد المرأة العجوز.ا في البداية ظننا أننا استغرقنا وقتاً طويلاً وأنها ضاعت منا. ثم رأيناها تسير متثاقلة نزولاً مع الشارع، والشال ملفوف حولها بإحكام وكانت على الأرجح في طريقها الى البيت. حيّتها كاتي بكلمة مرحبا ثم استطردت قائلة بالإسبانية: "رأيناك عند اشارة المرور وأحضرنا لك بعض الطعام من اجل عشاء عيد الميلاد".ا نظرت الينا المرأة العجوز بتعجب، واغرورقت عيناها بالدموع. ثم اخذت يديّ كاتي في يديها وقبلتهما ؟ "شكراً لكِ. شكراً لكِ. بارك الله فيك. أنت جميلة. أنت ملاك عيد الميلاد". أخذت الأكياس ثم واصلت سيرها في الشارع.ا كانت عشية عيد الميلاد لدينا مناسبة بهيجة، كالعادة، وفي صباح اليوم التالي فتحت كاتي هداياها. وعندما سألتها عما إذا كانت تشعر بالسعادة في عيد الميلاد، أجابت: "كما تعلمين، يا أُمي، فإن رؤيتي لتلك المرأة بكل هذه السعادة الليلة الماضية، وقيامها بتقبيل يديّ، كان ذلك أجمل هدية عيد ميلاد حصلت عليها. أعتقد أن العطاء هو الجزء الأفضل من عيد الميلاد!"ا ![]() في وقتٍ متأخر عشية عيد الميلاد جلست على كرسيٍ مريحٍ جداً ، كنتُ متعباً لكن مرتاح البال. كان الأطفال في فراشهم. وكانت الهدايا ملفوفة، والحلييب والكعك بجانب الموقد بإنتظار سانتا. وعندما كنت أنظر بإعجاب الى الشجرة وما عليها من زينة، و شعرت بأن شيئاً ما كان مفقوداً. ولم يمض وقتٌ طويل حتى قامت أضواء الشجرة الصغيرة المتلألئة بهدهدتي حتى نمت.ا لا أدري كم من الوقت بقيتُ نائماً، لكنني أدركت فجأة أنني لم أكن بمفردي. انتم بإمكانكم أن تتخيلوا مدى دهشتي عندما فتحتُ عينيّ ورأيت سانتا كلوز واقفاً بالقرب من شجرة عيد الميلاد خاصتي. كان يرتدي ملابس من الفراء تغطي جسده بالكامل من رأسه حتى اخمص قدميه، تماماً كما تصفه قصيدة "كانت الليلة التي تسبق عيد الميلاد". إلاّ انه لم يكن ذلك العفريت الصغير المرح الذي تحدثتْ عنه اسطورة عيد الميلاد. فالرجل الذي يقف أمامي كان يبدو حزيناً ومحبطاً- وقد اغرورقت عيناه بالدموع.ا ا"سانتا، ماذا دهاك؟" سألته. "لماذا تبكي؟"ا ا"إنهم الأطفال"، أجاب سانتا بحزن.ا قلت: "لكن الأطفال يحبونك"ا قال سانتا: "اوه، أنا أعرف بأنهم يحبونني ويحبون الهدايا التي أحضرها معي، لكن يبدو أن الأطفال في هذه الأيام أغفلوا الروح الحقيقية لأعياد الميلاد. إنها ليست غلطتهم. ما حدث هو أن الكبار نسوا أن يعلموا ذلك للأطفال. بل أن الكثيرين من البالغين أنفسهم لم يتعلموا ذلك.ا وسألت: "تعليم الأطفال ماذا؟"ا اصبح وجه سانتا اللطيف العجوز ليّناً وأكثر رقة. وبدأت عيناه تلمعان من الدموع و قال برفق: "علِّموا الأطفال المعنى الحقيقي لأعياد الميلاد. علّموهم بأن عيد الميلاد فيه أكثر بكثير من الجزء الذي نستطيع أن نراه، ونسمعه، ونلمسه. علِّموهم الرمزية وراء عادات وتقاليد عيد الميلاد التي نراعيها. علّموهم ما الذي تمثله هذه العادات والتقاليد حقاً".ا مدّ سانتا يده الى حقيبته وأخرج شجرة عيد ميلاد صغيرة وثبّتها على معطفي. "علِّموهم عن شجرة عيد الميلاد. اللون الأخضر هو اللون الثاني لعيد الميلاد. الخُضرَة الدائمة العظيمة بلونها الذي لا يتغير ثُمتل الأمل. امّا قمتها فتُشير نحو السماء كتذكير بأن افكار الإنسان ينبغي أن تتجه نحو السماء كذلك".ا مدّ سانتا يده مرة اخرى الى حقيبته، واخرج نجمةً لامعة، ووضعها على قمة الشجرة الصغيرة. " النجمة هي الإشارة السماوية للوعد، علّموا الأطفال أن الربّ يفي دائماً بوعوده، وأن الرجال الحكماء لا يزالون يلتمسون العون منه".ا وأضاف سانتا: "الأحمر هو اللون الأول لعيد الميلاد". وجذب زينةً حمراء اللون من الشجرة الصغيرة. "اللون الأحمر عميق، وشديد، وحيوي. انه لون الدم مانح الحياة والذي يجري في عروقنا. إنه رمزٌ لأعظم هبة من الرب. علّموا الأطفال بأنهم عندما يشاهدون اللون الأحمر، فإن ذلك ينبغي أن يذكرهم بأروع هدية واهبة للحياة".ا وضع سانتا شمعةً على رف الموقد وأشعلها. وأدى الوهج الضعيف من شعلتها الضئيلة الى إنارة الغرفة. "وهج الشمعة يمثل كيف يستطيع الجنس البشري أن يُبدي شكره على هبة الحياة التي أعطاها الرب عشية عيد الميلاد ذاك قبل وقتٍ طويل. علّموا الأطفال أن يسيروا على خطى المسيح، وأن يجولوا في البلاد وهم يفعلون الخير وأن يشعَّ نورهم على كل اولئك الذين يلتقونهم. هذا هو ما يُرمز إليه عندما تتلألأ الأضواء على الشجرة مثل مئات الشموع المنيرة شديدة اللمعان.ا وبعد ذلك أحضر سانتا إكليلاً جميلاً مصنوعاً من نباتاتٍ خضراء طازجة وعطرة ومربوطة بقوسٍ احمر زاهي. "القوس يذكّرنا بميثاق الكمال، والذي هو المحبة. ويُجسّد الإكليل كل الأشياء الجيدة المتعلقة بعيد الميلاد للذين لديهم عيونٌ ترى وقلوبٌ تفقه. فهو يشتمل على اللونين الأحمر والأخضر وعلى إبَر النباتات دائمة الخضرة المصوّبة نحو السماء. اما القوس فيخبرنا بقصة المودة تجاه الجميع. حتى شكله رمزي، حيث أنه ثُميل الأبدية والطبيعة الدائمة لحب الرب. إنه دائرة بلا بداية ولا نهاية. هذه هي الأشياء التي يجب أن تُعَلِموها للأطفال.ا وسألته: " ولكن ما فائدة كل ذلك بالنسبة لك يا سانتا؟".ا انهمرت الدموع من عينيه، وغطت وجهه ابتسامة. وقال: " بورك فيك، يا عزيزي"، وضحك. "انا نفسي مجرد رمز. انا أُمثل روح المرح والسرور للعائلات وبهجة العطاء والأخذ. وإذا ما تم تعليم الأطفال هذه الأشياء، فليس ثمة خِشية من أن أُصبح اكثر أهمية مما ينبغي".ا لا بد أن النوم غلبني مرةً اخرى، وعندما استقيظت فكرت بأنني بدأت أفهم أخيراً. هل كان ذلك حلماً؟ لا أدري. ولكنني أتذكر كلمات سانتا وهو يفارقني: "اذا لم تُعِّلموا الأطفال، فمن يُعلِّمهم؟"ا ![]() كرستينا لي عندما رُزِق أولادي بأول أطفالهم، تأكدت من شيئ عرفته منذ سنوات: الأبوة تبرز أفضل ما في الناس. الآباء الجدد يشعرون بالأمر على الفور؛ جسدياً وعاطفياً على حد سواء – إن رابط الحب الذي نشأ من اللحظة الأولى يزداد قوة يوماً بعد يوم، ويزداد كذلك النوم المتقطع والتغيرات على الأولويات و المهام. و هناك امور بالغة الدقة يلاحظها الآخرون عادةً- كالتوهج المميز الذي يلف الوالدين الجدد، والنضوج الذي يرافق بذل الجهد والتضحية للإيفاء باحتياجات أطفالهم.ا كنت واثقةً من أن إحضار طفل جديد للمنزل مدعاة فخر لي، كنت اشعر ذلك في كل مرة. الآن تلك البهجة تأتي في المرتبة الثانية بعد ان اصبحت جدة، وذلك لأن كل مرة يحدث ذلك و لي عشرة من الأحفاد- اكون فخورة بشكل مضاعف، فخورة بحفيدي الجديد وفخورة بوالديه. قد تتسألون الآن ما هي النصيحة التي قد اقدمها كجدة للآباء والأمهات الشابات. حسناً، إلى جانب «الأمور الثلاث المهمة » المعتادة، و هي احبب أطفالك دون قيد أو شرط، قل لهم انك تحبهم دائماً، واجعل قضاء وقت مميز معهم من أولويتك القصوى، اعتقد أن احد أفضل الأشياء التي يمكن للوالدين القيام بها غير ذلك هو قبول أطفالهم كما هم.ا معظم الآباء والأمهات يريدون الأفضل لأطفالهم. بطبيعة الحال، من المهم مساعدتهم للوصول الى اقصى إمكاناتهم، ولكن كثيراً ما يكون هناك خط رفيع بين ذلك وتوقع الكثير منهم . لا أحد كامل، لذلك ينبغي لنا أن نتعلم الأحتفال بالنجاحات ولا نقلق بشأن الأمور الاخرى. إذا كنا نسعى للحب والثقة بدلاً من الكمال، فسوف نشكل رابطاً قوياً مدى الحياة من شأنه أن يبقينا معاً مهما كانت الظروف. أبوة وأمومة سعيدة!- وإلى أولئك ذوي المباركة المزدوجة، كونوا سعداء!ا Courtesy of Motivated magazine. Used with permission.
بقلم أب لثلاثة أطفال غير عاديين كنت وما زلت أباً لأطفالٍ من ذوي الاحتياجات الخاصة لأكثر من عقد من الزمان، وما تعلمته عبر تجربتي هذه أنه على الرغم من جهودي الممتازة إلا أنني في نهاية اليوم مجرد إنسان. فأنا أصاب بالإحباط والقهر وفي بعض الأحيان أقول وأفعل الشيء الخطأ أحد الأمور التي تحدث في الغالب لآباء وأمهات ذوي الاحتياجات الخاصة هو أن المطلوب منا يتجاوز ببساطة الموارد المتوفرة لدينا، سواء كانت عاطفية أم جسمانية أم مالية. فهي متطلبات متواصلة في الكثير من الحالات، وفيصبح التوتر والجهد كبيران و يصعب تحملهما. فالإجهاد ينال نصيبه منا حقاً أنا أشعر أننا كوالدين لذوي احتياجاتٍ خاصة لا نُعطي أنفسنا ما تستحق من تقدير في أغلب الأحيان، ولا نستقطع لها وقتاً للراحة بشكل كافٍ. وكي أتحدث عن نفسي فقط فأنا أميل إلى نقد نفسي أكثر مما ينبغي وخصوصاً عندما أشعر أنني أفشل في أمر ما، وهو الأمر الذي، و بأمانة، يحدث غالباً. مع ذلك، في الحقيقة والواقع، فأنا أفشل في التذكر بأنني أعمل أو أحاول أن أعمل أشياء كل يوم لا يستطيع معظم الناس القيام بها ببساطة. إذ أننا نميل إلى أن نصبح معتادين جداً على كل شيء لدرجةٍ تجعلنا أكثر تركيزاً على خسائرنا وهزائمنا منه على نجاحاتنا وانتصاراتنا ومن الأشياء التي أُشجع الناس دائما على فعلها هو أن يشركوا الآخرين في مشاعرهم. فالتحرر منها أو التعبير عما ينتابنا من أحاسيس لهو أمرٌ في غايةِ الأهمية. مرة أخرى، وأنا أتحدث عن نفسي فقط، أنا تحت ضغط متواصل ولا يتقبل أية أعذار. ويمكن أن تتراوح هذه الضغوط ما بين مسائل صحية أو سلوكية، أو مجرد أن ننتهي متعادلين: لا ربح ولا خسارة. بعضُ هذا الضغط أضعه أنا على نفسي مُختاراً، ولكن معظمه متأصل في عملية الأمومة والأبوة لذوي الاحتياجات الخاصة بوجه عام هناك أوقاتٌ يقودني فيها أطفالي إلى حافة الجنون وأقسم بأن رأسي سوف تنفجر. ولقد مضت فترة طويلة وكأن هذا سيف ذو حدين. أكون حينها مجهداً تماماً بشكلٍ لا يصدق وأيضاً مقهوراً ومصاباً بالإحباط. وفوق ذلك كله يمكن أن أشعر عندها بالذنب لأنني مرهقٌ تماماً أو مقهور أو مصاب بالإحباط. فالأطفال لا يمتلكون أية درجة من التحكم بسلوكياتهم، ولكنني أعلم تماماً ما كانوا يمرون به، فأنا كوالدهم، مِنْ المفروض أن أمتلك ذخيرة لا تنتهي من الصبر والتحمل. إنما بدلاً من ذلك كنت ولا زلت أعاني من التأخر ومن قلة المال كانت تمر بي أوقات أسرح فيها بعيدا لدرجة أنني يمكن أن أقود السيارة الى مطعم وجبات سريعة، و في جانب طلبات السيارات عندما يسألني أحدهم، "هل يمكن أن آخذ طلبك؟"، فأجيبه، "سأطلب بعض العقلانية مع طلب جانبي من الصبر وبعض السلام والطمأنينة كحلوى، آه... ولا تنسى أن تكون كلها من الحجم الكبير." من الواضح، أن هذه الأنواع التي أطلبها ليست على لائحة الطعام... ولا في أي مكان. صدقوني، لقد جربت في كل مكان. يمكنكم أن تسألوا زوجتي. كانت تخاف جداً عندما أطلب طلباً مثل هذا ثم جاءتني الفكرة ذات يوم. لست متأكداً كيف ولماذا حدث ذلك، ولكنني أدركت أنه ما كان علي أن أشعر بالذنب لأنني محبَط ومقهور ومنهك القوى بسبب أطفالي أو بسبب سلوكهم. كنت أظن انني لو اعترفت بالإحباط و القهر من التحديات المرتبطة بتربية ثلاثة أولاد من ذوي الاحتياجات الخاصة، فإن ذلك سينعكس بشكل ما بنتائج سيئة عليهم، او يظهر كأنما حبي لهم قد قل. لم أكن أريد أن يعتقد أي إنسان ذلك عن أولادي، لأنهم ومع التحديات التي يخلقونها لي إلا أنهم رائعين، ولا يمكن أن أبدلهم بأي شيء في العالم إن اعترافي بالإحباط من هذه التحديات أو حتى من أي أو من جميع أطفالي لا يعني أنهم سيئين، وبالتأكيد لا يعني أنني نوعاً ما قد قل حبي لهم. لكن ذلك الاعتراف يؤكد أنني بشر. ولقد تعلمت أنه ليس أمراً عادياً فحسب أن تشعر بمثل هذا الشعور، ولكنه أمرٌ صحي أيضاً لقد كان إدراك ذلك قوي التأثير للغاية علي، وقد غير منظوري للأمر برمته. واكتشفت أن الإقرار بوجود تلك المشاعر وحتى احتضانها قد زودني بإحساسٍ أكبر من الراحة. لقد كان لهذا الارتياح مفعوله، فعندما أصبحت مرتاحاً بما يكفي مع هذه المشاعر، لم أكتفي بأن أعترف بها لنفسي فحسب، بل أيضا لأشرك الناس جميعاً بها. بينما لا يروق هذا لكل الناس، وأنا أتفهم ذلك، ولكنه ساعدني على أن أحتفظ لنفسي بمركزيتها أعتقد أن هذا أمرٌ صعب بوجهٍ خاص على الآباء. فالمجتمع يقول لنا أن من المفروض أن نكون تقريبا بلا عواطف وأن لا نحس بهذه الأشياء، وأنك إذا كنت كرجل تمتلك هذه المشاعر بالفعل، فنسأل الله أن لا يسمح بأن تعترف بها أبداً في النهاية، نحن بشر نعيش في مواقف صعبةٍ جداً. وهذه المواقف غالباً ما تتطلب منا التضحية إلى أقصى الدرجات. فالشعور بالإحباط والقهر أو حتى الامتعاض هو أمرٌ عادي تماماً، على الأقل في رأيي. وأعتقد أيضاً أن الاعتراف بهذه الأشياء ليس علامةً على ضعف أو حتى على أنني أب سيء. في الحقيقة، يمكن أن أجزم بأن ذلك يبدي شجاعة عظيمة وحباً عميقاً غير مشروط لأطفالنا. بأمانة، لا أحد يحب أن يعترف بمثل هذه الأشياء، ولكن بالقيام بذلك، فإننا نحقق فَهْمَاً أفضل لحدودنا ولأنفسنا وبقدر ما يتعلق هذا الأمر بي، فإنه يساعدني أن أكون والداً أفضل، وللتحدث عن نفسي، فأنا بحاجة إلى كل مساعدةٍ يمكن أن أحصل عليها Image courtesy of David Castillo Dominici/FreeDigitalPhotos.net. Article courtesy of Motivated magazine; used with permission. الكاتب مجهول
كل طفلٍ استثنائي (غير عادي) هو طفلٌ مختلف، بالتأكيد، ولكن فيما يلي شيءٌ ربما يمكن لمثل هذا الطفل أن يخبركم إياه – لو استطاع ذلك.ا إقض وقتاً في التعر ف علي حباً في الله كن صبوراً معي. من الممكن أن لا أقدر على عمل ما يعمله طفلٌ آخر تمتع بالتعلم عن احتياجاتي الخاصة لتتمكن من الفهم يطلب منك الاهتمام بطريقة التواصلِ معي التي يخبرك إياه والدي أو مانحي الرعاية ان كان طَفلُك يعاني من المشكلات عندها ستدرك ما هو شعور والدي جر بِّ أن تكون لطيفاً دائماً مع الأشخاص المعاقين. نحن أشخاص مثلك تماماً استمع إلي. قد يصعب عليك فهمي، ولكن لو أخذت الوقت الكافي، فإن بإمكانك أن تفهمني. ولا تلُم والدي أبداً. إنهما لم يفعلا أي شيءٍ خاطئ أو يسببا لي ما أنا فيه خذ وقتاً لتشجيع والدي ومانحي الرعاية. إنهم بحاجة إلى ذلك إستضفني لينال والدي ومانحي الرعاية بعضاً من الراحة صعب علي الجلوس ساكناً، أُحاول فعل ذلك ولكن لا أستطيع لأن التشتت جزء من حياتي اليومية تعاملي مع ما يجري حولي صعب علي، ولذلك فإنني أصرخ أحياناً. أريد أن أخبرك ما أعانيه ولكنني لا أستطيع عرض الشرائح للآباء والأمهات ![]() كنت أراقب بعض الأطفال يلعبون كرة القدم، أعمارهم لا تتجاوز الخامسة أو السادسة، لكنهم يلعبون لعبةً حقيقية وحادة. فريقان كاملان بمدربين وزي رسمي، وأهل يشجعوم على المدرجات. لا أعرف أحداً منهم، لذلك استمتعت باللعبة فلم أعر الفوز والخسارة أي اهتمام ، كنت فقط أتمنى أن يكون حال الأهل والمدربين هو حالي، وعندما بدأ الفريقان اللعبة، كانوا في غاية الروعة. غير أن الأمور تبدَلت إلى حيث خشيت لها أن تتبدّل، كيف؟ دعنا ندعو الفريق الأول بالفريق ( ١) والفريق الآخر بالفريق ( ٢).ا لم يسجل أحد في الشوط الأول، لقد كان الاطفال جدّا مضحكين، مبتدئين وغير بارعين، كما هم الأطفال تماماً، كانوا يقعون أرضاً، يجتمعون حول الكرة، يضربوا ويضيعوا، كانوا في غاية المرح!ا في الشوط الثاني، قام مدرب الفريق ( ١) بطرد جميع اللاعبين ووضعهم على مقاعد الاحتياط باستثناء أفضل لاعب تركه كحارس مرمى، أخذت المباراة طابعاً حزيناً. أعتقد أن الفوز مهم حتى لو كنت في الخامسة فقط، لأن مدرب ( ٢) ترك أفضل لاعبيه في الملعب، والذين تم قيرفلا طردهم من الفريق ( ١) لم يسمح لهم بالمشاركة. تجمع الفريق ( ٢) حول الصغير عند المرمى، لقد كان رائعاً في مواجهة اللاعب رقم ( ٥)، لكنه لم يكن قادرا على مواجهة اللاعبين ( ٣) و ( ٤) حيث كانا يلعبان بشكل جيد، وهكذا بدأ الفريق ( ٢) بالتسجيل.ا قام حارس المرمى الوحيد بكل ما يستطيع القيام به، كان يرمي بجسده متصدياً للكرات القادمة محاولاً إيقافها، لكن الفريق ( ٢) سجل هدفين سريعين بنجاح. ارتبك الفتى الصغير، وأصبح يصرخ ويركض وينبطح محاولاً قدر استطاعه عرقلة لاعبي الفريق ( ٢) و تغطية المرمى أمام أحدهم. غير أنّ الفتى قام بقذف الكرة بعيداً مسافة ٢٠ قدم لفتىً آخر، وعندما عاد إلى موقعه كان الوقت قد تأخّر وسجّل الفريق ( ٢) هدفهم الثالث.ا عرفت لاحقاً أن ذاك السيد بادي اللطف و الأناقة هو والد الفتى حارس المرمى، وعلى أغلب الظن أنّه قدم مباشرة من عمله إلى الملعب. كنت أراقبهما باهتمام بالغ. بعد الهدف الثالث بدا الصغير يائساً غير قادر على الدفاع عن شباكه والوالد قلقاً لقلق ولده و حزيناً لحزن فلذة كبده، وبالرغم من ذلك حاول كلاهما الاستمرار والثبات الأول مدافعاً أمام المرمى والثاني مشجعاً على المدرجات.ا بعد الهدف الرابع، توقعت ما سيحدث، كان الفتى الصغير بحاجة للمساعدة لكن لا فائدة، تناول الكرة من الشباك وضر ا بيده نحو الحكم ثم اار في .ةقربح يكبي عرش و هيتبكر ىلع هذه الأثناء، لمحت رغبة و اندفاعاً غير بعلملل لوترلل دلاولا هجو في أنه تراجع أو ربما تماسك وعاود الالتصاق بمقعده.ا بينما كانت اللعبة مستمرة، غلب الأمر والد الفتى وركض نحو الملعب بملابسه الرسمية، حمل ابنه، عانقه وقبّله وبكى معه، وأخبره بأنه لم يفخر بأحد من قبل كما يفخر اليوم به.ا قال الولد لأبيه: "لم أستطع إيقافهم، حاولت وحاولت لكنهم تمكنّوا من التسجيل". قال الوالد: "لا يهم كم مرةً استطاعوا التسجيل، المهم أنك بذلت من وسعك و قدّمت من طاقتك بما لم للتقصير عدي إليك سبيلاً، هو ذا ولدي وأنا جدّ لا كنكل بعللا نع فقوتلاب كيف ةبغرب فرعأ .هب روخف تستطيع، و ما أريده منك هو معاودة اللعب حتى النهاية. قد يفلحون في تسجيل المزيد من الأهداف، ذلك لا يهم يا بني، انطلق الآن!"ا ليس من وجع يهدم طاقة الواحد منا على الاحتمال كوجع الوحدة في ساعة الخسارة، ولا عزاء للإرادة المهزومة كإغداق من يحبوننا بخالص الرعاية وصادق العطف علينا لحظة الهزيمة. ركض الولد عائداً إلى الملعب، استطاع الفريق ( ٢) تسجيل هدفين آخرين لكن كان الفتى في حالة جيدة.ا Article courtesy of Motivated magazine. Used with permission.
|
Categories
All
Archives
April 2023
|